أخبار

لماذا تقوم قوات نظام الأسد بإفراغ الساحل السوري من المواد الغذائية؟

يعاني جميل العمر (اسم مستعار) من جلب حاجياته اليومية من أسواق مدينة اللاذقية بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وانقطاع أصناف منها وندرة البعض الأخر، وخصوصاً الأرز والسكر والشاي والمتة وبعض البقوليات إضافة إلى المعلبات ومواد النظافة، حيث باتت المدينة تشهد تذمراً واضحاً من انقطاع هذه المواد الأساسية.

جميل العمر يبلغ من العمر (36 عاماً) ويعمل في مهنة الحلاقة في مدينة اللاذقية حيث يعيش فيها منذ ما يقارب 8 سنوات وقد بات مدخوله اليومي لا يكاد يكفي لشراء الحاجيات الأساسية للمنزل، حيث أن ارتفاع أسعار المواد اقترن مع ارتفاع الدولار لمستويات قياسية ناهيك عن عمليات الاستغلال من قبل التجار ببيع المواد الغذائية بأسعار مرتفعة نتيجة انقطاعها.

يقول العمر لموقع أنا إنسان: “للمرة الأولى التي أشعر بها بندرة المواد الغذائية في المدينة حيث أحتاج أحياناً إلى الذهاب لعشرات المحال التجارية من أجل إيجاد صنف غذائي بسعر يفوق الأسعار في السوق بسبب انقطاعه، حيث نضطر لشرائه رغم غلاءه بسبب حاجتنا إليه”.

وأضاف: “مدخولي الشهر يقارب 100 ألف ليرة سورية بشكل شهري حيث كان يبلغ 200 دولاراً قبل ارتفاعه، ويكاد يكفيني لتأمين قوت عائلتي خلال الشهر، ولكن مع ارتفاعه أصبح مدخولي لا يتجاوز 150 دولاراً ومع ارتفاع المواد الغذائية وانقطاعها أصبحت أحتاج للاستدانة بشكل شهري بما يقارب 75 دولاراً لتأمين حاجياتي الشهرية”.

 

وقد ذكرت مصادر إعلامية خاصة أن قوات النظام بدأت بإفراغ الأسواق في مدن الساحل السوري من المواد الغذائية، بهدف تهريبها إلى ميليشيات “حزب الله” في لبنان حيث أن نظام الأسد قام بسحب المواد التموينية وألزم أصحاب معامل المعلبات على زيادة الإنتاج، لدعم ميليشيات حزب الله بالمواد الغذائية عبر إرسالها من طرق التهريب في الساحل السوري، والتي تشرف عليها الميليشيات.

وأشارت الصفحات الموالية للنظام إلى أن الأسواق في الساحل السوري باتت خالية من البضائع الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بعضها بعد بَدْء تهريبها إلى مناطق ميليشيات “حزب الله” في الجنوب اللبناني ومنطقة الضاحية الجنوبية وذلك في ظل انقطاع المواد الغذائية في مناطقه واعتماده على أسواق الساحل السوري في تموين هذه المناطق.

يقول الصحفي المختص بالشأن اللبناني محمد السراقبي لموقع أنا إنسان إلى أن “إرسال البضائع إلى جهات لبنانية جاء بعدما أخطرت الأجهزة الأمنية أصحاب المعامل في الساحل، بضرورة التعامل مع مسؤولين من “حزب الله” في اللاذقية، وهذه المعامل الخاصة كانت تلتزم سابقاً بتقديم كميات كبيرة من المنتجات لميليشيا “حزب الله” داخل سوريا عبر وسطاء”.

وأضاف: “أسباب انقطاع المواد الغذائية بشكل رئيسي يعود إلى أن وسطاء من حزب الله اللبناني وتجار للمواد الغذائية باتوا يعملون على توريد المواد إلى الداخل اللبناني وليس لمناطق حزب الله، وذلك بهدف جني أرباح ضخمة بسبب فارق الأسعار بين السوق السورية والسوق اللبنانية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من هذه المواد بشكل يومي”.

شاهد بالفيديو:تدهور الواقع الاقتصادي بمناطق النظام مع تراجع الليرة

وبدأت قوات النظام بتعويض النقص بالمواد التموينية والغذائية التي أرسلتها الأمم المتحدة، والتي سُرقت من قِبَل ميليشيات الدفاع الوطني و”جمعية البستان” المملوكة لـ “رامي مخلوف” ابن خال رأس النظام، موضحةً أن مجموعات المدعو “يسار الأسد” وأبناء عمومته حصلوا عام 2012 على مناقصة بتأمين وتغليف المنتجات الإغاثية الواصلة إلى سوريا.

وفي هذا الصدد يقول الناشط الصحفي مجد فيصل لموقع أنا إنسان إلى أن “هناك أشخاص مقربون من رئيس النظام ومن عائلة الأسد ومخلوف وشاليش يتحكمون في الأسواق في الساحل السوري من خلال تهريب البضائع والمخدرات ورفع الأسعار وذلك بهدف جني أكبر قدر من الأرباح لصالحهم، حيث تتغاضى مؤسسة التموين التابعة للنظام عن هذه التصرفات رغم ضررها البالغ بمعيشة المواطن في تلك المناطق”.

ويضيف الفيصل: “تعتبر السوق اللبنانية أكثر المستوردين للبضائع السورية حيث يتم تهريبها أو تصديرها عبر محافظة طرطوس لمناطق سيطرة حزب الله، والذي يقوم بدوره بطرحها بالأسواق بأسعار مرتفعة حيث يجني الحزب ومسؤولو النظام مبالغ طائلة من هذه التجارة، في حين يصدر حزب الله حبوب الكبتاغون المخدرة إلى سوريا وذلك من أجل بيعها في المناطق الموالية للنظام أو تصديرها لدول عربية.

ويشار إلى أن مناطق الساحل السوري تشهد حالة من الغليان والتذمر نتيجة انقطاع المواد الغذائية وارتفاع أسعار الدولار الذي ترافق مع ارتفاع أسعار جميع المواد، في حين أن الرواتب التي يتقاضونها بالليرة السورية لا زالت ثابتة دون تغيير.

ووجه النظام مؤسساته العامة، والمعامل الخاصة، لدعم “حزب الله” بالمواد الضرورية واليومية، لعزلها عن تداعيات الحراك الشعبي في لبنان، وفقاً للصحيفة.

 

أيهم الشيخ

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *