صورة مقابل المساعدة … ومازال الاستغلال مستمراً
هدى زغلول
تبدأ الحكاية عندما أصبح عدد الكاميرات المستخدمة لتصوير مأساة السوريين أكثر من السوريين أنفسهم .. وأصبحت الكاميرا هي سلاح بالفعل ليست فقط لمعرفة ما يجري داخل سوريا وأيصال صور القصف و المذابح داخل سوريا .. وأنما أصبحت سلاح ذو حدين يستخدم على السوريين لجلب المساعدات بأسمهم ..
تقول وسام أنا أعمل بالاغاثة منذ سنوات و لا تمر علي لحظة أصعب من طلب تصوير المريض أو اللاجئ لكي نثبت صحة الحالة لدى المتبرع أو المنظمات التي نعمل تحت أسمها .. لقد كان الأمر صعب على اللاجئين في بداية الثورة وبعد تهجير الملايين من الناس ولكن مع الوقت أصبح الأمر طبيعي بالنسبة لبعضهم أما الآن فكثير منهم يعانون الخوف من التصوير لأسباب كثيرة منها ..
كثرة المنظمات التي أصبحت تصور اللاجئ المريض أو العائلات الفقيرة منهم و عمليات النصب التي تعرضو لها بعد تصويرهم .. وبعضهم خوف من النظام السوري اي ان تعرف اسمائهم وصورهم عن طريق مواقع التواصل الأجتماعي وخصوصاً اللاجئين في لبنان … وبرأي وسام أن التصوير مفيد لجلب المساعدات الحقيقية للحالات التي تمر عليها ولكنها المهمة الأصعب بالنسبة لنا .. ولا يوجد الى الآن اي منظمة اجتهدت بعمل نظام بديل يثبت صحة الحالة دون تصوير الحالة نفسها ونشرها على الأنترنت .. وبرغم من أنه يوجد الكثير من المنظمات الصادقة التي تأتي بالمساعدة بعد كل هذا ولكن هذا لا يخفف لدى صاحب الصورة من فكرة أن صورته انتشرت في مكان يستطيع أي شخص ان يتعرف عليها .. وأكثر الصور انتشار هي صور الأطفال التي لا نعرف مع الوقت ما سلبياتها وخصوصاً ان المحتوى غير قابل للأزلة من على الأنترنت .. ما ردة فعل الطفل عندما يكبر ويشاهد صوره؟
ويوجد من المنظمات من نجح بتخفيف من حدة هذه الصور عن طريق تمويه الوجه أو عدم تصوير الكامل للشخص أو نشر الصور تعبيرية وكانت طرق ناجحة وأدت الى نتائج أفضل من نشر الصور كاملة كطريقة لحفظ ماء وجه صاحب الحاجة ..في الوقت ذاته التي تفنن بعد المنظمات بصور لا يمكن أن يقبلها أي انسان لكي يثبت صحة أن هذه المنظمة تعمل وتساعد وأن االجهات المانحة تريد ذلك !
ومع هذا لا ينقطع الأمل أن تصبح هذه الألة في حياتنا نحن كالسوريين لألتقاطاللحظات المميزة والجميلة في حياتنا ..