أخبار

علاقات جنسية امام الاطفال … والحجة انعدام الخصوصية

 

تشعر أم أيمن بالحرج عند سؤالي عن علاقتها بزوجها، تخفض صوتها كي لا يسمعها أطفالها الثلاث تخبرني بأنهم يستغلون الوقت الذي ينام فيه الأطفال رغم استغرابي إنجابها طفلتها نور ابنة السنة في هذه الغرفة الصغيرة التي تؤوي العائلة المكونة من سبعة افراد، بعد نزوحهم إليها من منطقة سبينة قبل ثلاث سنوات.

ظروف النزوح واضطرار العوائل إلى التواجد في مكان واحد خلق حالة من عدم الارتياح وانعدام الخصوصية، الاحتياجات الجنسية لدى الزوجين هي من الحاجات الطبيعية لكن الظروف المعقدة قد تدفع ببعض الاهل إلى إقامة العلاقة بوجود الأطفال أثناء نومهم وفي بعض الحالات والأطفال مستيقظون إذ يلجؤون إلى وضع عازل شرشف أو غطاء ليحجب الرؤية عن الأطفال أو بأخذ زاوية من زوايا الغرفة

نتيجة وجود العائلة المكونة من الابوين والأطفال في غرفة واحدة وأحيانا أكثر من عائلة سوية ظهرت سلوكيات جديدة لدى الأطفال ومنها عدم الانضباط الأخلاقي بسبب محاكاتهم للسلوك الذي يرونه بين الابوين دون أن يفهموا هذه السلوكيات أو المشاهد

هذا الشي بالنسبة للطفل هو سلوك غير مفهوم وعادة يحاول الأطفال تقليد سلوكيات الكبار وهنا ظهرت بعض السلوكيات لدى الأطفال وخاصة في المدارس إذ يحاولون ممارسة هذه السلوكيات مع أقرانهم لذلك قد نسمع عن طفل يحاول استكشاف الأعضاء الجنسية لطفل آخر وفي بعض الحالات يصل الموضوع إلى التحرش إذا كان الطفل بعمر أكبر وبوعي للأمور المتعلقة بالعلاقة الجنسية

من جانب آخر قد يكون لذلك تأثير سيء على نفسية الطفل إذ من الممكن أن يفهم السلوك الجنسي على أنه اعتداء تعنيف من الأب تجاه الأم لأن الطفل غير قادر على فهم السلوك الجنسي بين الوالدين وخاصة ضمن مجتمعنا إذ لا توجد لدينا ثقافة جنسية ليفهم الطفل ماهية العلاقة بينهما وغالبا لدينا اكثر من مستوى عمري للأطفال الذين يشاهدون هذا السلوك فبالنسبة للأطفال في المراحل العمرية الأولى أي حتى سن الست سنوات عندما يشاهدون الوالدين في وضع حميمي يصبح لديهم نوع من الخوف القلق وانعدام الثقة بالنفس وانعدام الإحساس بالأمان إضافة إلى انهم يفهمون ذلك على أنه عنف أو عراك بين الوالدين.

في إحدى عيادات العلاج النفسي في العاصمة دمشق التقيت منى عدة مرات دفعنا السأم من الانتظار الطويل للدردشة لنصبح لاحقا صديقات الانتظار لجأت منى إلى جلسات العلاج النفسي لوضع حد للخوف الذي يرافقها كلما تقدم احد لخطبتها والتخلص من صور ذاكرتها العالقة منذ الطفول حول ما كان يحدث بين والديها عندما كانت تمضي الكثير من الليالي في غرفة نومهم.

تقول منى: “كنت أشعر بالخوف الشديد على أمي، كطفلة في الخامسة كنت أعتقد أن والدي يضربها، وأصبحت أكرهه، حتى بعد أن كبرت وتفهمت ما كان يحدث”

الأطفال الأكبر سنا من سبع سنوات حتى العشر سنوات يرون المشهد غريبا ويثير فضولهم يريدون معرفة ما الذي يحدث ولماذا يحدث ويبدأ حينها طرح الأسئلة لدى الأطفال وقد يبدأ بعضهم باستكشاف الأعضاء الجنسية لدى إخوتهم أو أصدقائهم أو تقليد السلوك معهم

تولد السلوكيات الجنسية بين الوالدين لدى المراهقين شعورا بالاشمئزاز في بعض الأحيان وأحيانا كره لأحد الوالدين او كلاهما وفي حالات كثير نفورا من للأب الذي بنظرهم يعنف الام وفي حالات أخرى يولد لديهم شعورا بالإثارة يدفعهم ذلك إلى تجربة ممارسة سلوك جنسي مماثل مع آخرين وهذا ما يزيد نسب التحرش عند الأطفال

الأخصائية النفسية ميلانا زين الدين واجهت خلال عملها الكثير من حالات الأطفال الذين يعانون مشاكل من هذا النوع تتحدث عن آثار مشاهدة السلوك الجنسي للوالدين على الأطفال: “نلحظ لدى بعض الأطفال تغيرا في السلوك قد يصبحون أكثر عدوانية ومن الممكن أن يصبح لديهم خوف وقلق وتوتر وسلوكيات قضم أظافر بكاء مشاكل في النوم مشاكل في الأكل مشاكل في الدخول إلى الحمام مشاكل في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين بعض الأطفال إذ يستجيبون لمشاهدة هذه المشاكل بالخوف والقلق وبعضهم يظهر لديهم سلوكيات العدوانية أو سلوكيات فرض العنف ليثبتوا بأنهم قادرون على حماية أنفسهم”

من ناحية أخرى غالبا ما ينقل الطفل ما يشاهده إلى الأطفال الآخرين لأخوته أصدقائه زملائه في المدرسة لذلك كثيرا ما نواجه مشكلة أن الطفل يتحدث عن العلاقة الجنسية في المدرسة هذا ما يؤثر أيضا على علاقة الطفل بمدرسيه او بزملائه ليتعرض حينها نتيجة حديثه عن أمر يظنه عاديا إلى النبذ في المدرسة وأحيانا إلى التأنيب والعقاب لأنه من غير المقبول في مجتمعنا أن يتحدث الطفل في المدرسة في موضوع العلاقة الجنسية

الفضول قد يدفع الطفل إلى طرح الأسئلة حولها دون ان يكون لديه فهم لإطار العلاقة الجنسية والغاية منها وكيف يصبح الشخص مستعدا لها وهنا من الممكن ان تظهر لديهم السلوكيات الجنسية الغير مقبولة ومن الممكن ان يقوموا بتجربتها.

إحدى الحالات التي قابلتها ميلانا لطفلة قامت بأذية نفسها وإدخال جسم صلب في جهازها التناسلي تقليدا منها للسلوك الذي شاهدته بين والديها وهنا تكمن خطورة تقليد الطفل لسلوك دون أن يفهمه وذلك بأن يجرب الطفل شيئا مع نفسه أو مع أطفال آخرين.

نور ابراهيم

 

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *