أخبار

ما بعد المعركة.. أطفال السويداء يقاومون داعش بالحواجز

فراس أبو مغضب – السويداء – خاص أنا إنسان 

“قف… قف.. يشهر عصاه في وجه السيارة، قاصداً أن تتوقف السيارة أمام الحاجز الذي قاموا بإنشائه. أطفال أكبرهم قد لا يتجاوز العشر سنوات، ثم يتابع أحدهم “يا عم يا عم عطينا هويتك، هذه حارتنا وبدنا ندافع عنها ضد داعش” هذا ما قاله ابن العشرة سنوات مع رفاقه الذين يتجمعون حول كل سيارة تقف عند حاجزهم الذي نصبوه عند مداخل إحدى حارات المدينة في محافظة السويداء.

فبعد مرور أيام على الهجوم الهمجي والكارثي من قبل داعش على محافظة السويداء الذي خلف أكثر من 250 شهيداً، وأكثر من 200 جريح، عاشت السويداء خلالها حالة من الخوف والهلع

مما دفع بشبّان المدينة والأحياء إلى المناوبة على حراسات ليلية، ولذلك قامت كل حارة من حارات السويداء والفصائل المحلية الأهلية، بتأمين الحراسة الليلية عليها، ولم يقف الأمر عند هذا فقد تشكلت في بعض الحارات حواجز من الأطفال لا تتجاوز أعمارهم العشرة سنوات.

لا تزال قصص الأخبار المتواترة والواردة من الريف الشرقي للمحافظة عن بطولات لأطفال ونساء قاموا بالتصدي لأسطورة داعش تُحكى وتتناقلها الناس في بيوتها، فثارت حمية الأطفال في المدينة رغبة منهم بفعل بطولات وأعمال كتلك البطولات التي سمعوها عن أطفال الريف الشرقي.

فلم يكن (عمر) ابن العشرة سنوات، يدري ما يفعله هو ورفاقه، سوى أنهم يرغبون بفعل شيء بتقديم المساعدة لحماية عائلاتهم من خطر داعش، ولأنهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن حماية حاراتهم، فهم لا يستطيعون حمل السلاح والذهاب إلى القتال في القرى الشرقية، التي دخلت عليها داعش المتواجدين في البادية الشرقية لمحافظة السويداء السورية، ليخلّف اجتياحهم أكثر من 250 شهيداً وأكثر من 200جريحاً، لم يميّز الإرهابيون بين مقاتل ومدني، بين شيخ وامرأة، بين بالغ وطفل. وجد عمر ورفاقه أنفسهم في مواجهة الخطر الذي يتهدد المحافظة كاملة، يقول عمر، “نريد ان نقدم المساعدة بحماية حارتنا، فوضعنا اطارات سيارات ورصفنا مجموعة من الأحجار على الطريق المؤدي الى الحارة، نوقف الداخل والخارج منها ونطلب الهويات، والكل يتعامل على أننا صغار ولا نفهم بهذه الأمور، ولكننا سنثبت لهم عكس توقعاتهم”.

ويضيف طفل أخر واسمه قيس، كان يقف على أحد حواجز الأطفال التي تم انشاؤها، “نطلب هوية سائق السيارة أو أحد الأشخاص المتواجدين فيها لنتأكد من انه ليس غريباً، بل وفي بعض الأحيان لا يعطينا السائق هويته مستهزئاً بنا، فنتحدث معه لنتأكد من لهجته بأنه ليس غريبا، فقد سمعنا من أهلنا بأن لهجة داعش هي لهجة غريبة عنا ولا يتحدثون مثلنا على الاطلاق، في حال عدم تجاوبه معنا، نأخذ نمرة السيارة ونعطيها لأحد كبار الحارة لنخبره بأنها موضع شك، وقد تعرضنا للبهدلة أكثر من مرة لكوننا نقوم بعمل ليس من اختصاصنا، وفي بعض الأحيان يقول لنا سائق السيارة ناهراً بصوته “انقلعوا من هون وروحوا العبوا بغير مكان”.

ولدى سؤالنا لأحد الأطفال، ألا تخاف من تعرضك للأذى أثناء خروجك من البيت؟، يجيبنا، على العكس تماماً، فما سمعناه عن بطولات الأطفال والنساء في التصدي للداعش يجعلنا نشعر بالقوة، ونتمنى أن نرى داعشياً يمر على حاجزنا لنوسعه ضربا في العصي والحجارة التي معنا.

ثلاثة عشر ضحية بنيران صديقة

والجدير ذكره، ففي الأيام الماضية التي أعقبت الهجوم على السويداء، توفي ثلاثة عشر مواطناً نتيجة تعرضهم لإطلاق نار بالخطأ، سببه عدم توقفهم على الحواجز، أو سوء التنسيق من حواجز محلية في طرقات وأحياء المحافظة أقيمت تحسبا لأي هجوم من تنظيم “داعش” على المنطقة.

وفي سياق متصل طالب قائمون على الحواجز من المواطنين عند الاقتراب أن يقوموا بإطفاء أضواء السيارة وإبقاء الضوء الداخلي فقط والتوقف عند الحاجز وإبراز الهوية الشخصية وذلك تفاديا لأي التباس قد يحصل. كما طالبوا المدنيين بتوخي الحذر خلال ساعات الليل أثناء تجولهم في شوارع المدينة، فضلاً عن وجوب وضرورة التنسيق بين جميع الفصائل المحلية واللجان الشعبية المسلحة المنتشرة في كافة أرجاء السويداء.

داعش يختطف عددا من النساء والأطفال ويفاوض عليهم

كان تنظيم داعش قد اختطف أكثر من ثلاثين مواطناً غالبيتهم من النساء والأطفال بعد اقتحام قرية الشبكي، لتبدأ بعد ذلك المفاوضات مع ذوي المدنيين المختطفين لديه من النساء والأطفال، يوم الجمعة 27-7-2018 بإرساله صور لأربعة عشر سيدة مختطفة لديه فقط، دون توضيح مصير البقية، وأبلغ ذويهم في عدة اتصالات أنه يريد التفاوض عليهم.

وقد طالب التنظيم بإطلاق سراح معتقلين من تنظيم داعش ويبلغ عددهم حوالي 100 عنصر مقابل المخطوفين المدنيين من السويداء الذي تم خطفهم خلال الهجوم الاخير على محافظة السويداء.

تقاطر مسؤولين من الحكومة السورية إلى السويداء

وكان وزير الداخلية اللواء “محمد الشعار” ووزير الإدارة المحلية والبيئة “م.حسين مخلوف” ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “د.عبدالله الغربي” قد زاروا محافظة السويداء و التقوا سماحة مشايخ العقل “حمود الحناوي، ويوسف جربوع، وحكمت الهجري” واكتفت الزيارة الرسمية بتقديم الوفد التعازي باسم الحكومة بشهداء الأربعاء الدامي، والاستماع إلى الاحتياجات.

كما حضر وفد من مجلس الشعب يترأسه نائب رئيس المجلس “نجدت أنزور”، وضباط من جيش التحرير الفلسطيني، إلى مدينة السويداء بتكليف من “الأسد” لتقديم التعازي بشهداء محافظة السويداء الذي ارتقوا إثر هجمات تنظيم “داعش”.

وحضر أيضاً وزير الأوقاف محمد عبد الستار على رأس وفد من كبار علماء الدين الإسلامي في دمشق وريفها وعدد من رجال الدين المسيحي لتقديم واجب العزاء لذوي شهداء الاعتداءات الإرهابية.

طرد محافظ السويداء والقيادة الحزبية من تشييع شهداء يوم الأربعاء الدامي

وفي سياق أخر، فقد طرد المئات من أهالي محافظة السويداء محافظ السويداء” إبراهيم العشي” أثناء تشييع شهداء قرية” الشبكي” الذين ارتقوا في المواجهات التي اندلعت مع تنظيم” داهش” الإرهابي، “زلم بناش.. زلم بناش.. بنا سلاح” بهذه الكلمات استقبل أهالي من السويداء محافظهم “إبراهيم العشي” والوفد المرافق له في حفل تأبين شهداء قرية الشبكي في ريف المحافظة الشرقي يوم الجمعة 27/7/2018، وذلك لعدم حاجتهم للحماية من أحد بل مطالبين بتسليحهم نظرا لقيام الدولة السورية بسحب الأسلحة من الكثير من أبناء المحافظة وبعض فصائلها قبل أيام من هجوم عناصر تنظيم “داعش” الغادر على المحافظة.

أن حالة الغضب العارمة التي أصابت المشيعين ومطالبتهم ” العشي” والوفد المرافق له بالمغادرة أجبرته على العودة من القرية إلى مقره في السويداء في حالة مشابهة لما حصل معهم في مدينة شهبا وفي السويداء المدينة أثناء تشييع عدداً من الشهداء.

وقد بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى المدينة التي أعلنت حدادها على شهدائها، حيث تم تشييع العشرات من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرض السويداء وأهلها.

التعليقات: 2

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

  1. hello there and thank you for your information – I have definitely picked up something new from right here.

    I did however expertise a few technical issues using this site,
    since I experienced to reload the website lots of times previous to
    I could get it to load correctly. I had been wondering if your web hosting is OK?
    Not that I am complaining, but slow loading instances
    times will very frequently affect your placement in google and could damage your
    quality score if ads and marketing with Adwords.
    Well I’m adding this RSS to my e-mail and could look out for a lot more of your respective exciting
    content. Make sure you update this again soon.. Escape room