محمد اليوسف … قذيفة على منزلي دمرت كل حياتي
هدى زغلول
منذ انداع الثورة السورية الى اليوم ونحن نسمع قصص عديدة عن جرحى .. في كل مرة نتأثر بكلاماتهم كأننا نسمع لأول مرة معاناة هؤلاء الشباب .. شباب تتدمرت حياتهم بسبب القصف والحرب .. ولكن بشجاعتهم استطاعوا الاستمرار في العطاء .. وعدم الأتكال على الغير … تلك الشباب الملهمة التي عانت الأمرين تسمعنا في كل مرة قصصها لكي نستوحي العبر منها .. مثل قصة الجريح محمد اليوسف .. محمد من مدينة حمص من قرية مهين .. مواليد 1988.. يحكي لنا قصته
قبل انداع الثورة كنت اعمل في محل حلويات على طريق الشام وكانت تبعد عن القرية 65 كيلو ..وعند بداية الثورة أصبحت المنطقة خطيرة ويوجد العديد من المشاكل على طريق العمل منه الحواجز والأشتباكات التي تحصل فجأة بدون سابق أنذار لذلك قررت أنا ووالدي العمل في قطعة الأرض التي نملكها لحين هدوء الأحوال في المنطقة .. وبعد مرور عدة أشهر بدأت المعارك على أطراف القرية والجيش يريد الدخول اليها بأي وسيلة ويقصف القرية بكافة أنواع الأسلحة .. تعرض منزلنا بفس اليوم الى قذيفة ومن هنا بدأت قصة أصابتي.
أصابة محمد كانت خطيرة وكادت أن تودي بحياته .. وعانى الكثير حتى استطاع ان يصمد لأيام كثير وهو وحيد (تعرضت لأصابة في الطرفين السفليين و شباب القرية أخذوني الى أقرب مشفى ميداني بالمنطقة التي لم تستطع ان تعمل لي شيئاً بسبب خطورة الأصابة وقلة الموارد الطبية الموجودة بالمشفى ..وأنا غائب عن الوعي .. تم أرسالي في المساء الى في المساء الى مشفى يبرود .. ومن مشفى يبرود الى مشفى عرسال في لبنان … هنا أصبحت وحيداً وأهلي لم يعرفوا شيئاً عني لان الأتصالات كانت مقطوعة عن القرية .. وبدأت رحلة علاجي في لبنان .
رحلة علاج محمد كانت صعبة مثل أي جريح تلقى العلاج في منطقة عرسال .. بسبب قلة الاهتمام وعدم المبالاة بجرحى القادميين من سوريا (بدأت بالعلاج في مشفى لسوريين في عرسال وبقيت لمدة شهرين في المشفى عانيت بهم الكثير وكل يومين لدي عملية جديدة وبعد فترة قال لي الطبيب أن قدمك اليمين لا تستجيب للعلاج واصبحت سوداء ويجب بترها من أجل أكمال علاجك .. وبعد بترها خف الألم ولم يعد لدي عمليات)
أكمل محمد علاجه لطرفه الأيسر لفترة طويلة واستطاع الخروج من المشفى ( بعد بتر الطرف الأيمن .. اكملت علاجي للطرف الأيسر الذي استجاب للعلاج وتم تثبيت الطرف بجهاز خارجي وخرجت من المشفى)
عند خروج محمد من المشفى كان لابد له من العمل رغم حالته الصحية السيئة بسبب الظروف التي يعاني منها السوريين في عرسال وبسبب بعده عن أهله ..( عندما خرجت من المشفى كان علي العمل وقررت فتح محل للألعاب الكترونية وأصبحت اعمل لوحدي وأهلي كانوا في تلك الفترة في سوريا.
بقي محمد بعيد عن أهله الذين لم يستطعوا القدوم اليه لذلك قرروا بسفر محمد الى تركيا (لم يستطعوا أهلي السفر الي لفترة كبيرة وبعدها سمح للسوريين بالقدوم الى تركيا بدون فيزا .. باع أبي قطعة الأرض واستطاع ان يؤمن لي جواز سفر لأستطيع السفر الى تركيا .. عندما جئت الى هنا تفاجئت بالوضع الذي كان مختلفاً تماماً عم كان في لبنان .. بسبب حسن المعاملة من قبل الشعب التركي .. وحسن العلاج وبعد فترة استطاعوا اهلي من السفر الى تركيا والتقينا في منطقة الريحانية .. ونعيش الآن حياة هادئة نوعاُ ما)
من الجميل في قصة محمد أن محمد لم يستسلم للمرض منذ خروج من مشفى عرسال الى الآن وهو يعمل و يستطيع جلب قوت يومه بدون مساعدة أحد .. محمد اليوم يعمل على دراجة نارية لتوصيل الطلبات في منطقة