أخبار

مدارس أحياء حلب الشرقية بؤرة لانتقال فيروس كورونا والسلطة تصم أذنيها

خاص – حلب

تأثر قطاع التعليم بشكل كبير بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) في جميع أنحاء العالم، وكان لسوريا النصيب الأوفر من ذلك، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وإهمال السلطة السورية وعجزها عن تقديم المساعدات والحلول للسكان وتأمين الظروف الجيدة.

وتعد الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها السلطة، واحدة من المناطق التي يعاني القطاع التعليمي فيها الأمرين، فرغم ترويج السلطة لعودة التعليم إلى نشاطه الطبيعي إلا أن المدارس تعيش حالة إهمال غير مسبوقة من قبل مديرية التربية.

ويضاف إلى الإهمال، قلة عدد المدارس هناك بسبب خروج الكثير منها عن الخدمة نتيجة تعرضها للقصف من طائرات قوات السلطة وروسيا خلال سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المنطقة قبل خروجها منها نهاية عام 2016.

أخبار ذات صلة: كورونا يسجل 1200 حالة وفاة و22 ألف إصابة خلال أيام في مناطق السلطة السورية

في حين أن قسم من المدارس غير جاهز لاستقبال  الطلاب بكافة الصفوف، بسبب عدم جاهزيتها من مقاعد وألواح وكتب، فيما يضم الصف الواحد الجاهز ما يزيد عن 80 طالباً ليجلس أربع أو خمسة طلاب في المقعد ذاته، في ظل غياب تام لقواعد التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا.

يقول مدير أحد المدارس، في تصريح لـ”أنا إنسان”، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: “مدرستنا هي الوحيدة العاملة في المنطقة ولا يمكنها استيعاب جميع الطلاب، في ظل نقص الموارد لدينا، حث تعاني المدرسة من نقص اللوجستيات اللازمة لتجهيز قاعات إضافية، إذ تضم الصفوف ما يزيد عن ثمانين طالباً”.

ويتابع: “طلبنا مرات عدة من مديرية التربية تزويدنا بقائمة المستلزمات أو صرف مبلغ مالي لتأمينها، لكنها لم تستجب لذلك وكان الرد يقتصر على القول، تدبروا أمركم”.

ويزيد: “لم يعد بإمكاننا تدبر الأمور التي بدأت تخرج عن السيطرة،  فقد اكتشفنا الأسبوع الفائت أن أحد الطلاب أصيب بفيروس كورونا،  وبناء على ذلك فإن جميع زملائه في القاعة أصيبوا هذا إن لم يكن الفيروس انتقل إلى صفوف أخرى”.

شاهد: مناطق سيطرة السلطة السورية تشهد ارتفاعا بأعداد مصابي كورونا



ويشير إلى أنه “ليس من صلاحيات مدير المدرسة اتخاذ قرارات بالإغلاق، فتعليمات مديرية التربية تقتصر على منع الطلاب من التجمع أمام المدرسة وكأن الفيروس ممنوع من دخولها”.

بدوره أكد أحد المعلمين في المدرسة ذاتها على كلام المدير وقال: “بتنا نخاف الدخول إلى القاعات التي تعد بؤرة لانتقال الفيروس, المكان صغير ومكتظ بالطلاب, حتى لو لم يكن الفيروس موجوداً لا نستطيع التنفس بالداخل عدا عن صعوبة ضبط هذا العدد الكبير من الطلاب والقدرة على إيصال المعلومة”.

ويوضح: “لو أنه بإمكاننا جمع التبرعات من أهالي المنطقة لفعلنا، لكن وضعهم المأساوي يمنعهم من تأمين احتياجاتهم اليومية، لو أنه يمكننا التواصل مع جهة يمكنها إحداث تغيير لفعلنا، لكن واقعنا يفرض نفسه ويمنعنا من القيام بأي شيء. على مديرية التربية إغلاق المدارس والانتقال إلى التعليم الافتراضي، أو تعليق الدوام فترة قصيرة ريثما تستطيع تأهيل المدارس الموجودة أو ترميم المدارس الخارجة عن الخدمة”.

أهالي يرسلون أبناءهم للعمل عوضا عن الدراسة

وبسبب ذلك يمتنع قسم كبير من الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً من إصابتهم بكورونا، الأمر الذي ينبأ بكارثة ظهور جيل غير متعلم، في ظل إرسال الأبناء للعمل.

أحد سكان حي الفردوس في مدينة حلب يقول: “كيف لي أن أرسل ابني إلى المدرسة وأنا أرى معظم مصابي كورونا انتقلت لهم العدوى من الطلاب؟، كيف لغرفة لا تتسع ربما لثلاثين طالباً أن تحتوي على ضعفي هذا الرقم. لن يستطيع ابني فهم كلمة واحدة من معلمه مع وجود هذا العدد الكبير من الطلاب. هذا إن غضضنا البصر عن غياب النظافة عن جميع مرافق المدرسة”.

شاهد: كورونا يهدد آلاف الطلاب في مدارس حلب



ويضيف: “الوضع المادي صعب وظروفنا المعيشية مكشوفة وحالنا لا يخفى على أحد, كنت أود لو أني أستطيع تعليمه أو تسجيله في معهد أو مدرسة خاصة لكن هناك معوقات عدة أمام ذلك, فقررت إرساله لتعلم مهنة النجارة فتلك هي الوسيلة الوحيدة لتأمين مستقبله عن طريق إتقانه مهنة يكسب منها قوت يومه”.

يذكر أن مناطق سيطرة السلطة السورية تشهد انتشاراً واسعاً لفيروس كورونا في ظل انعدام الخدمات الصحية وازدحام المشافي.

وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، إنها أصدرت طلباً طارئاً بمبلغ وقدره 266 مليون دولار أميركي، لبرنامج الطوارئ الخاص بسوريا، وأضافت  على حسابها في توتير، إن المبلغ بأكمله من أجل استجابة لمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، لتلبية الاحتياجات الصحية للفئات الأكثر ضعفا.

وكانت وزارة الصحة في السلطة السورية قالت مساء أمس السبت، إن مجمل الإصابات وصل إلى 13557، بينها 6989 حالة شفاء و879 حالة وفاة و5689 حالة نشطة، في حين تتحدث تقارير إعلامية عن أعداد أكبر من هذه بكثير.

وفي الـ 18 من الشهر الجاري أكدت تقارير إعلامية تسجيل أكثر من 22300 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) وما لا يقل عن 1175 حالة، في مناطق سيطرة السلطة السورية التي تستمر بالتكتم حول الأعداد الحقيقة، وذلك خلال أيام قليلة.

محمد حردان

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *