أخبار

مليونا دولار فدية لمخطوف في السويداء

 

عند مبنى فرع حزب البعث المحصن بالأبواب العالية، والحراسة المشددة، خرج ثلاثة مسلجون من العدم، وفتحوا نيران بنادقهم على سيارة خلدون القاضي، وكانت تلك المرة الأخيرة التي يرى فيها النور منذ 19 حزيران الماضي، حتى طالب خاطفوه مؤخراً بمبلغ خرافي للافراج عنه وصل إلى مليوني دولار أمريكي.

الفدية التي اعتبرت الأكبر على الإطلاق طوال المحرقة السورية المستمرة للسنة التاسعة على التوالي، طالت الشاب خلدون سليم القاضي الذي يعمل في سوق الصاغة، ويعيل أربع عائلات فقيرة؛ بالإضافة لعائلة أخيه الذي قضى في إحدى تفجيرات مدينة جرمانا.

الإعلامي أيهم القاضي وجه باسم عائلته نداء عاجلاً لجميع أهالي محافظة السويداء للمساعدة في فك أسر ابنهم؛ لأن الجميع ليس بمنأى عن ذلك، وأن السيل الجارف لن يصل الى عتبات بيوتهم، وناشدوا كل من يظن أنه وأهله وأطفاله في مأمن خلف أبوابه الموصدة، وهو صامت أمام ما يجري على مرأى ومسمع الجميع من عمليات خطف وابتزاز وامتهان لكرامات الناس وحياتهم وأرزاقهم، أن يفيقوا من غفوتهم.

وأكد القاضي أن الاختطاف كانت «عملية أقرب إلى مشاهد أفلام المافيا، حيث اعترضت سيارة يقلها ثلاثة مسلحين؛ سيارة الشاب خلدون سليم القاضي في إحدى الأحياء السكنية شمال المحافظة، وأطلقوا رشقات من أسلحتهم النارية على محرك السيارة، واقتادوه تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة، وفي الساعات القليلة الماضية فقط خرج الخاطفون ليعلنوا عن طلباتهم بفدية مالية هي أقرب إلى الخيال».

يعمل خلدون في سوق الصاغة، ويتمتع بسمعة نادرة بين أقرانه، فهو يساعد كل من يلجأ إليه. وأضاف القاضي: «خلدون ليس أول من خُطف في المحافظة من قبل عصابة مسلحة من أبناء السويداء أنفسهم، ولكن في البداية لم يشك أحد من أصدقاءه وأقربائه أن يكون هو المقصود تحديداً بعملية الخطف، ولذلك تريث الجميع بالإعلان عن هذه الحادثة ريثما تخرج الجهة الخاطفة للتواصل، فلربما وعسى أن يكون هناك سوء فهم أو اشتباه من قبل الخاطفين، وبأنه ليس هو تحديداً الهدف المقصود، فخلدون وبشهادة كل من عرفه أو تواصل معه ليس لديه أي خلفيات أو انتماءات أو نزاعات مالية، فالشاب محب للجميع، يتيم الأب، عصامي المنشأ، متزوج ولديه طفلة وحيدة، ويعيل بيته وبيت أخيه الشهيد “خالد” الذي توفي في تفجيرات جرمانا منذ خمس سنوات. وهو أيضاً خال الشهيد فواز الأطرش الذي استشهد في معارك الشبكي أثناء تصديه لهجوم داعش على القرى الشرقية العام الماضي. وليس لديه ثروات طائلة، ولم يرث عن والده سوى دار صغيرة بإحدى القرى النائية».

بينما قال وائل القاضي القريب من الضحية لإحدى الصفحات الإعلامية أن ابن عمه يعيل أربع بيوت يتيمة وفقيرة، ولكن الخاطفين وضعوا أعينهم على رزقه الذي جناه من عرق جبينه، وتعب حتى انتشل أسرته من خانة الفقر، وتخطى ذلك لمساعدة الآخرين.

ويتهم غالبية أبناء المحافظة عصابات تابعة للفروع الأمنية بعمليات الخطف، التي تحولت إلى أكبر سوق للجني المادي السريع، حيث خسر أبناء المحافظة حتى الآن ما يقارب ملياري ليرة سورية بحسب أرقام غير رسمية، ذهب غالبيتها بمعرفة أكيدة من العميد وفيق ناصر الذي كان «زمبرك» الحركة لغالبية العصابات المنتشرة مع البطاقات الأمنية، والسيارات المسروقة.

وكانت أخطر عملية خطف عندما اختطف وقتل أمين فرع حزب البعث شبلي جنود بعد أن بات هذا الأخير خطراً على وفيق ناصر لجهة الأسرار التي يعرفها، وخاصة بعد اغتيال مؤسس حركة رجال الكرامة الشيخ وحيد البلعوس.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *