أخبار

أين أنتن يا بنات شآم

سميح شقير سميح شقير

أين أنتن يا بنات شآم

تتهادين في الشارع الحجري القديم

بكامل الوانكن وضحكاتكن

لتمنحن هذي المدينة شيئاً من الشمس والروح

 ليحيا الصخب

 يقول جدار هنا من ألوف السنين

 ويحضن باعة سوق الحرير وسوق العطور وسوق الذهب

ويذكر مرت هنا عربات

خيول مطهمة وسيوف

 وجند لروما وخلف الجدار احتمى الموقنون برؤيا المسيح

ومرت هنا خيل ابن عبيدة

أميون بنوا واستقروا

سلاجقة مماليك حتى التتار

تنادوا عليها

 وعاثوا بها واستباحوا وراحوا

 وما اورثوا الارض إلا الغبار

شآم التي جهلوا سرها لا تزال

سلحا غزال وعينا غزال

 تراوغ حاكمها الغر حيناً

وتنزع من فاتحيها النصال

وقد تمنح العشب والأرض والماء

لفاتحها كي تصون الدماء

سوى قلبها

فما منحته

الا لعاشقها النهر يسقي الحدائق والغوطتين

 ويمضي اليها بحلو الظلال

 ستمهر بالوشم من يعبروها

 وتجعل حتى الغزاة عبيداً لمملكة الياسمين المثيرة

كالكرنفال

سلحا غزال وعينا غزال

بنات الشآم

سيغزلن قطناً هنا في الشمال

ويعشقن ثم يجئن بأطفالهن ويحملن

معهن بعض السلال

ويسبحن قرب ضفاف الفرات

سيصحين قبل بزوغ النهار وفي موسم القمح وقت الحصاد

وذا سهل حوران تلمع فيه السنابل صوت المناجل

تغازل خصر سويقات ذاك الحصيد

وفوق الجياد العذارى يجئن

تصاحبهن الزغاريد تعلو هزج الرجال

ويكتمل العرس بعد المواسم

وتنعقد الدبكات الأغاني

كصيحات نصر بعيد القتال

هنا في الجبال

يقطفن عنباً بديع الخصال

 ويعصرنه خمرة في الدنان

شربن وزاد

يغنين يرقصن تحت قناطر مقدودة من حجار السواد

وميناؤها موغل في القدم

 هناك انتظرن

المراكب .. بحارة متعبون .. شباك

ورائحة الملح .. والسرخسيات .. بقايا الغلاصم

وما يجلب البحر من أعطيات

يلوحن للقادمين على كتف الموج

 أزواجهن ي

قددن اسماكهم

ويقدن بهم ارجل الليل نحو السرير

 وافر صيدهم

وافر صيدهن

 وأفراحهم في سواء تصير

شآم تنفر من مخلب الوحش

وتنكر بطشاً أتى بالدماء غزال هي الشام لها في السواقي

لها ألفة النهر .. عشب وماء

 لها في الأغاني وبيتاً يساند بيتاً يساند بيتاً يساند بيت

 لها في الحمامات ريش يطير

 لها في الأثير ما ينثر الزهر زهر التلال

 وما يترك النحل حلواً زلال

وما يكسر الخنجر البربري

ويجعل حكم الحديد محال

سلاماً على الياسمين دمشق

سميح شقير

20/12/13

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *