أخبار

كي نكون طائفيين حقاً

عندما تقوم حثالة الأرض ورعاع المجتمعات بتجريد أي مكان لا وجود فيه للسلطة من كل ما فيه… أبوابه، شبابيكه، كهرباءه، أسقفه وحتى أغطية غرف تفتيش المجاري ..فإن هذا المستوى من السرقة واللصوصية والقذارة أعتقد أنه غير مسبوق بتاريخ هذه المهنة ، وباعتبارنا طائفيين اتبعنا هذا النهج منذ البداية…نهاجم جميع الطوائف، ونصنف أنفسنا في عداد الأنبياء وجب علينا وللإنصاف أن نبدأ بأنفسنا كطائفة تحوي أكبر نسبة مئوية من لصوص ورعاع في تاريخ سوريا.

فالتشبيح ليس برفع علم النظام بقدر ما يكون بما فعلناه بجميع المرافق دون استثناء من نهب وسرقة وتخريب، والتشبيح يكون بفقدان المنظومة الأخلاقية، ويكون بانتشار الفوضى والسرقات وحرق المدارس والأفران.

 أتوجه بسؤال: لماذا عندما يُقتل شخص في منطقة غير سنّية نشن حرباً على أبناء هذه المنطقة دون أن نستثني منهم أحداً وتبدأ الاتهامات الطائفية دون أن ننظر لأنفسنا ولأفعالنا ؟!! ثم لماذا إذا قام حثالة من أبناء طائفة غير سنّية بالتشبيح مع النظام نكيل لجميع أبناء هذه الطائفة العداء والتهديد والوعيد… أليس فينا من هم أقذر منهم وأكثر منهم عدداً ومعروف للجميع ان اغلب عساكر النظام هم من الطائفة السنية؟!!! ثم أليس فيهم من هم بصفنا ويتحلون بخلقنا ومستعدون للتضحية في سبيل العيش الكريم؟

ثم لماذا إن كنا طائفيين حقاً وإنصافاً وعدلاً لا نقول أنّ من قام بنهب وسرقة وتخريب المرافق والمؤسسات والمعامل في حلب ودرعا هي عصابات شبيحة سنية وليس فقط ان نذكر ان من قام بسرقة حمص هي عصابات حي الزهراء العلوية . اذاً جميع ما ورد ذكرهم هم عصابات باخلاقهم وليس بطائفتهم او معتقداتهم . ومن المؤكد أن من قام بأعمال السرقة في معبر نصيب الحدودي هم ليسوا دروزاً ولا علويين ولا مسيحيين ولا يهود، بل هم مصنفين مسلمين سنة من آباء وأمهات تناسلوا فانجبوا هذا الصنف من البشر الذي لو شاءت الظروف الجغرافية وكان يعيش في أرض للنظام لكان من أشرس شبيحته كما غيرهم من ابناء الطائفة السنية الذين لا زالوا حتى هذا اليوم الاكبر نسبة في جيش النظام ، فلماذا ننظر لأنفسنا بعينٍ تختلف عن عيننا تجاه الآخرين …أم أنه يحق لنا مالا يحق لغيرنا؟

 وعليه إما ننبذ الطائفية من أساسها، أو نتحدث بالحق ولا نحيد قال تعالى: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)).

الأمر في النهاية لمن يريد أن يعرف الحق هو فقط يعود للتربية والأخلاق وليس الطائفة، فالأخلاق وحدها هي عماد الشعوب ودعائم الأمم ومن يتحلى بهذه الصفات النبيلة سواءً كان سنياً أو درزياً أو علوياً أو بوذياً فلن يسرق ولن يقتل ولن يكون قادراً على أي فعل هو في غريزة البشر غير مقبول.

وهنالك الكثير ومن جميع الملل خرجوا من إنسانيتهم وانتقلوا للحيوانية بل وأسوأ من ذلك… سوريا طائفتان فقط… طائفة تتحلى بخلقٍ عظيم وتشمل الجميع، وطائفة ميزتها القذارة والإجرام وفيها من الجميع أيضاً.

الفتنة الطائفية في أساسها هي مشاريع وبروتوكولات صهيونية وفارسية، تم زرعها لسهولة التخريب والسيطرة واحتلال بلادنا مع وجود الجهل الكافي لضمان استمرارها.

*نابغ سرور – كاتب سوري 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *