أخبار

لا شيءَ يُشبِهُ مقتَلكْ

لا شيءَ يُشبِهُ مقتَلكْ

رُقُمٌ قرأناها وأسفارٌ بحبرِ الأقدمينْ

ولم نَجِدْ في ورقِ البُردى ولا بملاحِمِ الإغريق أو في سُفنٍ غَرقى

 ولا بجماجم لَفَظَتْ بذاكَ الرعب سر الغارقينْ

ْلا شيء يُشبهُ مقتلكْ

لا قبرَ لكْ

والروح هائمةٌ بما حملته من ظُلمِ الرماة أو الحُماة أم الدُهاة أم القريبِ

أم البعيدِ أم العدوِ ِأم الثِقاتْ

وتَشتهي ورق الخريف على رُخام المقبرة

ْ لتكون لك ْ ولن تكونْ لتكونَ أولَ من سيجمعُ كُلَ أسباب الفناءِ بشفرة أم نَصل ِسِكينٍ

عصاً

أم بلطة

إذ قيلَ فيها أنها عجبٌ تداوي الرأس ْ

أم طلقة

أم تحت جنزيرٍ سعيدٍ باجتثاث البأسْ

أم مقبضٍ زَرَدٍ يجوعُ فيأكلُ اللحمَ ويهوي فوق جسمٍ نحيل ْ

أم لعنةِ البرميلْ

أم بِدعة التَرويعِ والتجويعِ والتركيعْ

أم نقمةِ السارينْ

وطائراتُ الكون تقصِفُ أسطُحَ الناجين ْ

حدثٌ لعمركَ فارقٌ

إذ توقِفِ الأقمارْ

رصدَ الطغاة أم البغاة وكل هذا الجنون ْ

تتجنبُ العدسات مجزرةً تُرى

بالعين لا بالظنونْ

وكأنما لا يَسحق الآلاف عتمُ السجونْ

تمضي رباعياتُ دفعِ حُشودهم بقوافلْ

راياتهم سوداءَ تعبرُ بالسلاحِ القاتلْ

من تحتِ أجنحةٍِ تطيرُ بهمَّةِ المتثاقلْ

يتشدقونْ

بكثرةِ الأحلافِ والسفنِ الجنودُ الطائرات

ْوبؤرةُ الإرهابِ. تسري مثلما الطاعون تحت عُيون وَغدٍ سافلْ

لا قبر لكْ

مدنٌ محاصرةٌ وتأكُلُ من ترابِ الارض حولك ْ

فكيف لكْ

ألّا تؤرخَ مقتلكْ

تتكور الاجسادُ تصبحُ طيف أشباحٍ ٍيراها الموفدُ الأممي مثلكَ

لا غموض َ ليسألك ْ

وأضلعُ الأطفالِ تَبرُزُ .. تَجحَظُ العينان ْ

يتساقطونَ هُناكَ مِنْ وَهَنٍ ولا يبكونَ لا يشكونَ بل يعوونَ من جوعٍ

وقد نَضَبَ النبات ْ

والأمهاتْ

تَغليْ حصىً في القِدرِ كيما توهم الأولادَ لا

تَحكي الحكاية كي ينامَ صغيرُها إذْ ماتْ

قُلّي فما نَفعُ الحِكاية حينَ تغفو الحياةْ

3/1/2016

*سميح شقير .. شاعر وفنان سوري

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *