أخبار

“الكورونا ممكن ما تقتلني بس الجوع بيقتل”.. أبناء السويداء يعانون في زمن الوباء

أعلنت السلطة السورية منذ فترة ليست ببعيدة عن فرض حظر تجوال جزئي في المناطق الخاضعة لها، كما اتخذت إجراءات عدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد _ ١٩)، والتي بدأ تأثيرها السلبي جلي على أبناء تلك المناطق الذين وقعوا بين حيرة التزام منازلهم خوفا من الوباء أو الخروج وممارسة أعمالهم خوفا من الموت جوعا.

ومن تلك المناطق التي تأثرت بقرارات السلطة السورية محافظة السويداء، والتي تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة حتى قبل أزمة كورونا، التي أثقلت كاهل أبنائها وحملتهم فوق طاقتهم، ودفعت الكثير منهم لتجاهل القرارات والخروج ومواجهة مصيرهم بأنفسهم.

وطالب أحد المواطنين الذي يبحث عن عمل منذ أسبوع، في لقاء مصور مع شبكة “السويداء A N S”،  السلطة السورية بمساعدتهم وقال: “خرجنا من الحجر لأننا نريد الحياة، لدي طفل أريد أن أطعمه، (..) الكورونا ممكن ما تقتلني بس الجوع بيقتل”.

وأكد أن الأسعار ترتفع بشكل جنوني في الأسواق وغير مطابقة لتلك التي تضعها السلطة السورية، والتي لا تتخذ أي خطوات لمراقبة الأسواق، وطالب إياها بمراعاة وضع الأهالي ومساعدتهم.

وقال مواطن آخر متقدم في السن حول الموضوع: “في زمن الكورونا أعيش على الدين، إن وجدت أحد استقرض منه المال يكون ذلك جيدا، هذا الواقع وهذه الحقيقة”، وأردف: “أنا قاعد بالإيجار وبشكي من المرض وكنت مع الجيش السوري طوال فترة الأزمة وطلعت من الجيش وما استشهدت.. لو استشهدت كان أفضل”.

من جانبه قال مواطن آخر أنه ضمن صفوف الدفاع الوطني ولكن لم يأخذ راتب منذ سنتين، ولا يستطيع الجلوس في المنزل لأنه في حال جلس سيموت أطفاله الأربعة من الجوع، ما دفعه لبيع الخضراوات على أحد الأرصفة بمحاولة منه لإيجاد مصروفه اليومي وقال: ” كل يوم أجني من ٣_ ٤ آلاف ليرة سورية ولا يكفوا إيجار طريق لذلك أذهب وأعود على دراجتي النارية، وأعمال ما بوسعي كي لا يموت أطفال من الجوع”.

ورصد موقع “أنا إنسان” على مواقع التواصل تعليقات لأبناء من المحافظة علّقوا حول الوضع الذي تعيشه المحافظة، حيث قالت إحدى السيدات المقيمات في السويداء، إنه في حال “استمر الحجر الصحي ولم ينتهي عن قريب، سنخرج جميعا من منازلنا، فلا يوجد تعويض ولا مساعدات ولا أي شيء آخر، نريد أن نعيش”، وكتب أحد أبناء المحافظة: “من يخرج ويعمل في هذا الجو والتوقيت، لا يفعل ذلك عن إهمال أو جشع، بل لأنه محتاج”.

وكتبت سيدة حول الأوضاع المتدهورة والحال الذي وصل له المواطن: “أن حشود من الناس تجمعت في شارع أمية أمام المؤسسة الاستهلاكية، بسبب تسريب معلومات عن وصول خمسة ملايين ليرة سورية ليتم توزيعها على العائلات، بحصة 10 آلاف ليرة سورية لكل أسرة”.

وتابعت: “انتظر الناس لساعات في مشهد  محزن، يتدافعون وفوق بعضهم البعض، وبعدها خرج المسؤول عن المؤسسة ليقول أنه لا يوجد أموال”، وتساءلت أين ذهب المبلغ؟ رغم توزيع أموال على 200 أسرة فقط في اليوم السابق؟ لماذا لم تخرجوا منذ البداية وتقولو ذلك للناس الواقفة لساعات”.

وختمت: “أغلقوا الباب في وجه حشود الناس، وتركوهم مثل الشحادين واقفين على باب المؤسسة “، أملا من تغير رأي السلطات رأيها.

حال أبناء السويداء الثلاثة كحال الكثيرين في المحافظة والذين يعيشون ظروفا صعبة، مع ازدياد تفشي فيروس كورونا واتخاذ السلطة المزيد من الإجراءات، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، دون وجود أي مبادرات لمساعدة الأهالي ما يدفعهم للعمل غير آبهين بمخاطر الوباء، وذلك خوفا من الموت جوعا، فالجوع أقوى من الحجر في ظل قرارات بعيدة كل البعد عن الوضع على الأرض.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *