أخبار

ملهم … إلنا من اسمك نصيب

فريق ملهم 

عندما اُستشهدتُ بدأت قصتي قصة من نوع ولون آخر، قصة حبّ تزداد كلَّ يوم وينضمُ إليها الكثير من الشبان والفتيات الذين يعملون في كل مكان يتواجد فيه السوريون المقهورون.

في البداية سأعرِّفُ بنفسي اسمي ملهم فائز الطريفي من مدينة جبلة التَّابعة لمحافظة اللاذقية، اُعتقلتُ من قبل فرع المخابراتِ العسكريّة وتعرَّضت لشتى أنواع التّعذيب والقهر، وخرجتُ بعد معاناة طويلة وتابعتُ العمل في القضية التي أؤمن بها ألا وهي بلد الحريّة والعدالة، لكن الموت اختارني كما اختار آلاف الشباب السوريين واستشهدتُ بتاريخ 10/6/2012، وحالياً لم يبق مني سوى اسمي ” ملهم” وبعض الذكريات في أذهان أصدقائي الذين أحببتهم وأحبوني واختاروا اسمي كبداية مشروع جديد بعد استشهادي ” فريق ملهم التطوعي”  ،فريق ملهم الذي بدأ مع بداية لجوء آلاف العائلات السورية إلى مخيمات الأردن ولبنان وتركيا حيث تعرضوا فيها لشتى أنواع القهر والاستغلال، عندها تشكل الفريق من أصدقائي الأوفياء وعددهم حينها لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة وعَمِلَ هذا الفريق على تأمين احتياجات العائلات القادمة إلى المخيمات في الأردن، وبدأ يكسب ثقة المتعاملين معه ويبني سمعة حسنة في قلوب من ساعدهم ومن تبرع لهم، مع مرور الوقت زادت قوة هذا الفريق وتوسعت رقعة عمله ليشمل لبنان وتركيا ثم الداخل السوري، وزاد عدد المتطوعين فيه ليصل إلى أكثر من 200 شاب وشابة موزعين في مختلف الأماكن التي يتواجد فيها أي سوري مقهور أو محاصر أو مهجر.

تعرض هذا الفريق للتخوين والاتهام بالسرقة والنهب، وفي بعض الأحيان  تهجموا عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل ذلك كان نتيجة سوء فهم، وكان الرد من الفريق يأتي عبر التوثيق والشفافية والسير بخطوات واضحة انتهت بإنشاء موقع إلكتروني حيث تم توثيق كل خطوة يقوم بها، مما زاد الثقة به أكثر ودفع العديد من الصحفيين والفنانين السوريين لدعمه ودعم أغلب الحملات التي يقوم بها.

أكثر ما يسعدني بأعضاء الفريق أنهم كالجسد الواحد في العمل وهذا سرّ نجاحه، وما يسعدني أكثر دعاء الناس لهم ولي كلّ يوم، مثل دعاء تلك الأم التي يقدّم الفريق لها ولإطفالها راتباً شهرياً، ودعاء شاب تعرضت قدماه للبتر وفقد القدرة على العمل واليوم بمساعدة الفريق صار يجلس على كرسي متحرك ضمن محل صغير يكسب منه رزقه، ودعاء فتاة عجزت عن تأمين علاجها واليوم هي بصحة وعافية أو ذلك الطفل اليتيم الذي تكفّل الفريق بمعاش شهري له، وغيرها من القصص التي أسمعها وأشعر بالفخر لأنني أملك أصدقاء استطاعوا فعل المعجزات في زمن الموت الذي أخذني بعيداً عنهم.

انا مازلت حياً رغم أن جسدي تحت التراب منذ سنوات، بل انني اشعر بالحياة كل يوم مع كل كفالة يتيم ومعالجة مريض ومساعدة محتاج ومقهور من السوريين، اصدقائي في الفريق يقولون في حسابات الشخصية ( ملهم … إلنا من اسمك نصيب) اسمي الذي اصبح عنواناً لمئات القصص التي تحولت من حزن الى فرح. … هم لهم من اسمي نصيب … وانا وهم لنا من ضحكة وفرحة كل سوري مقهور ومحتاج نصيب ..

مع كل محبتي

الشهيد ملهم الطريفي …

 

التعليقات: 2

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *