أخبار

السويداء.. التظاهرات تحقق أولى أهدافها والتوتر الأمني يسود المحافظة

في أول رد فعل على التظاهرات التي انطلقت في مدينة السويداء، قام،  بشار الأسد، بإعفاء رئيس مجلس الوزراء، في حين تشهد المدينة وضواحيها توترا أمنيا، حيث اعتقل حاجز للسلطة السورية الشاب مجد منيف غرز الدين، وذلك لتخلفه عن الخدمة العسكرية.

وعيّن رأس السلطة السورية، التي طالبت المظاهرات بإسقاطه ونددت بالفساد وسوء الخدمات، المهندس حسين عرنوس، بدلا عن عماد خميس الرئيس السابق لمجلس الوزراء.

وقد وجهت الكثير من الاتهامات لحكومة خميس بالفساد وسرقة المال العام، حيث سربت سابقاً الصحافة الروسية الحليفة للسلطة السورية الكثير من عمليات الفساد التي تورط بها خميس منها بيع  الكهرباء للبنان والأردن وتحقيق ملايين الدولارات لحسابه الشخصي، في وقت كان وما زال يعيش السوريون دون كهرباء، وبالإضافة إلى بيع النفط عن طريق تركيا، عبر ميناء جيهان إلى شركات تركية يمتلكها ابن الرئيس رجب طيب أردوغان.

https://iamahumanstory.com/%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa/%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1-%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%aa-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%b6%d8%ad-%d8%b9%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%20/

وفور الإعلان عن سقوط الحكومة انهالت التعليقات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتساءل هل سيكون القرار مقتصرا على الإعفاء فقط وترك الفاسدين فيها دون أي محاسبة أم سيتم تحويل الفاسدين فيهم للمحاكمة والعقاب؟ وإعادة أموال الشعب المنهوبة إلى خزينة الدولة؟.

من جهة أخرى، تعيش السويداء توترا أمنيا وخاصة بعد اعتقال الشاب مجد منيف غرز الدين، والذي قابله  تحرك سريع من فصائل محلية متمثلة بحركة رجال الكرامة التي انتشر عناصر منها في طرقات السويداء وهددوا بتصعيد الموقف في حال لم يطلق سراح الشاب. وقد أفاد مراسل السويداء A N S أن الأجهزة الأمنية سارعت بالإفراج عن مجد منيف غرز الدين بعد ساعات من اعتقاله.

الاستنفار الأمني لقوات السلطة السورية لم يتوقف على زيادة الحواجز الطيارة وسط المدينة بل رافقه انتشار لعناصر أمنية على الطرقات وخصوصا بالقرب من الشرطة العسكرية ومقابل شرطة المدينة إضافة لعناصر جوالة في سيارات مدنية.

وشهدت مدينة السويداء إطلاق رصاص في مناطق متفرقة من المدينة تزامنا مع قيام فصائل محلية بقطع الطرقات بالقرب من دوار الباسل مع ورود معلومات عن اختطاف أحد العناصر التابعين لهم , دون ذكر اسمه.

وفي الوقت ذاته تم قطع الطريق بين بلدة عتيل ومدينة السويداء لمدة تقارب الساعة بعد أن قطع فصيل مسلح محلي من بلدة عتيل طريق عتيل السويداء, وأحرق عناصر الفصيل الإطارات ومنعوا مرور السيارات كون أحد المقربين منهم تم اختطافه واتهموا المخابرات السورية بذلك.

ومنذ بدء الاحتجاجات السلمية في السويداء، عملت السلطة السورية على ممارسة الترهيب ضدهم بدلاً من الاستماع إليهم ولمطالبهم.

وقد نشرت السلطة في اليوم التالي للاحتجاجات عناصر مندسة تابعة لها مهمتها تصوير المظاهرات من أجل حفظ وجوه الأشخاص الذين يشاركون في الاحتجاجات ثم ملاحقة أكثر الأشخاص حماسة شكاً منهم بأنه يقف خلف تنسيق المظاهرات وخروجها.

وفي لقاء لمراسل السويداء A N S مع أحد المحتجين أكد وجود عناصر مندسة حولهم حيث قال: “في كل احتجاج نشاهد أشخاصا مندسين تابعين للأمن أغلبهم يقوم ببيع اليانصيب أو علب المحارم كحالة تنكرية مضحكة يفضحها وجود  مسدسات على خصورهم بشكل واضح، كما أن البعض منهم يقوم بحمل أجهزة الخليوي لتصويرنا”.

وقد كان دور هذه العناصر المندسة واضحا في عملية اعتقال الناشط السلمي رائد الخطيب، حيث انتشروا بكثافة قبل اعتقال رائد في المجمع الذي كان يتواجد به، وكانوا يرتدون الزي المدني منهم من يبيع اليانصيب وعلب المحارم حيث اعتقد جميع المتواجدين في المجمع أنهم مدنيين عاديين وعندما بدأت عملية الاعتقال وحاول البعض التدخل لمنع اعتقال رائد أشهروا أسلحتهم الفردية في وجوه الجميع ممارسين الترهيب بحق المواطنيين.

وضمن محاولة لممارسة الإرهاب بحق المتظاهرين من قبل عناصر مندسة تابعة للأمن، حاول بعض هذه العناصر المندسة اختطاف الناشط السلمي رواد صادق بعد انتهاء المظاهرة التي كان يشارك فيها في ساحة الفخار بالسويداء لكن أصحاب المحلات وأصدقاء رواد وقفوا بوجههم ومنعوا اعتقاله.

ومما زاد خطورة العناصر المندسة التابعة للأمن عندما حاولت توجيه تهديد مباشر بحق المحتجين، فبعد فشل محاولة اعتقال الناشط السلمي رواد صادق تقدمت دراجة نارية وعلى متنها شخصين قام أحدهم بإطلاق النار نحو الأرض لترهيب الموجودين في حين كانت تتواجد بالقرب من الحادثة سيارة تابعة للأمن توجهت الدراجة نحوها وأكملت طريقها دون أن تقوم الدورية بأي إجراء ضدها.

يذكر أن السلطة السورية تدّعي أمام المحافل الدولية، أن وجودها مهم من أجل حماية الأقليات الدينية وما تقوم به في السويداء يثبت أن ذلك غير صحيح، وما جرى خلال الأيام الماضية تقوم مؤسسة أنا إنسان بتوثيقه وإرساله إلى جهات دولية ضمن تأكيد أن ما يقوم به المحتجون هو أمر قانوني يكفله لهم الدستور السوري وأي تعرض لهم ومنعهم من ممارسة حقوقهم المشروعة من قبل عناصر تمارس الإرهاب ضدهم هو خرق واضح ولابد من محاسبة المتسببين به.

وشهدت السويداء خلال الأيام الفائتة، خروج مظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل بقية العملات الأجنبية.

https://iamahumanstory.com/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ac%d9%87%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%20/

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *