أخبار

تمكن من نيل الدكتوراه بتفوق وألف عدد من الكتب.. وأصبح استاذاً جامعياً في تركيا.. إليك قصة السوري قتيبة الفرحات

من والد لا يعرفه إلا من خلال صورة و أم كادحة عاشت جل حياتها كأب وأم لهذه الأسرة بعد فقدان رب البيت، عاش الدكتور السوري قتيبة فرحات بين أكناف اليتم و جدران القلة، أم لا تعرف القراءة والكتابة ولكن الحياة حولتها مبكرا لراع لهذا البيت.

مازلت يذكر بعمر الأربع سنوات أرض جبل حاس وكفرنبل بريف إدلب مرتع طفولته و كل الأشجار التي زرعت هناك، كانت أمي تجلسني تحت فيء صهريج الماء درءاً من لهيب الشمس في الصيف”.

الفرحات هو أستاذ جامعي في اللغة العربية ويعمل حالياً ضمن جامعة كارتكن التركية وذلك بعد حصوله على شهادتين في الدكتوراه والماجستير.

يتابع الفرحات قصته حيث يقول لهيومن نيوز “كان لزاما عليها أن تأخذني معها كون إخوتي في المدرسة و أنا الوحيد الذي لا يسمح عمره الدخول فيها، فقضيت الطفولة دون اختيار مني متنقلا بين الأحراش مفترشاً ترابها ومستلقياً على صخورها”.

ويضيف الدكتور السوري “كان ما يسليني و يعينني على نسيان طفولتي أسمار العجائز و حكايا النساء اللواتي كن يعملن في تلك الأحراش، كن يتسابقن لإطعامي من زادهن المتواضع.. حبات بندورة قليلة و خبز مدهون بزيت وفلفل أحمر ولكن لذة الكرم فيهن أعظم من لذة الطعم الذي ينزل على معدة جائع، لم أشعر بالوحدة معهن فكل واحدة منهن كانت أمي”.

لم يعلم الفرحات أن  تلك الحياة  ستجعله أكثر  التصاقاً بالطبيعة و أكثر حبا بالأغنام، كان يرى الراعي من بعيد ويحاول الوصول إليه متثاقل الخطوات ولكن إحدى النساء العاملات تركض لترده إلى الفيء المؤقت.

لاجئ سوري يتمكن من افتتاح أحد أكبر شركات السيارات في السويد.. تعرف على قصته

ويشير الفرحات “أدخلت إلى المدرسة مستمعاً وتفاجأت بأن معلمي رفض أن أعيد السنة و أصر على انتقالي إلى الصف الثاني رغم أنني لم أتجاوز الخامسة من العمر،  ستبقى معه سنة يمكن استغلالها في البكالوريا أو الجامعة هكذا قال لأمي عندما استشارته عن وضعي، و مشيت في طريق الدراسة وانقضت الأعوام سريعا بكل تفاصيلها التي لا يمكن شرحها هنا”.

عمل الفرحات في لبنان وهو في الصف الثاني الثانوي و قبلها كان يعمل في نجارة الباطون، ثم أشترى دجاجاً و غنمات قليلة كلما وفر ثمنها من تعبه. لبنان وهو في الصف الثاني الثانوي و قبلها كان يعمل في نجارة الباطون، ثم أشترى دجاجاً و غنمات قليلة كلما وفر ثمنها من تعبه.

ولفت الفرحات خلال حديثه أنه “دخلت الجامعة وتخرجت فيها و أنا متنقل ومنوع للرزق والعمل، من تجارة الأغنام إلى اقتنائها لسنوات طويلة إلى العمل في بلدية القرية، إلى أن قررت إكمال الدراسة بعد الجامعة و فعلاً كان ذلك و أثناء  دراسة  الماجستير و بعدها كان يطفو على تفكيري هاجس الهجرة و تم الأمر لأول مرة سنة ٢٠١٠ إلى تركيا التي أردت تأسيس حياة فيها منذ ذلك التاريخ، لتصبح الأمور أكثر تعقيدا بعد اندلاع الثورة التي جعلتني حبيس القرية، أتنقل متخفيا عن حواجز النظام دون التمكن من مغادرة البلاد”.

وأكمل الفرحات  ” يعد أن أصبح معبر باب الهوى في يد الجيش الحر أتخذت القرار سريعا بالسفر الذي استمر ٩ ساعات فقط ضمن إدلب كوننا قد سلكنا طريقا بعيدا عن حواجز النظام”.

أكمل الفرحات الدكتوراه في جامعة تركية وتخرج فيها سنة ٢٠١٩ وبدأ مسيرته الأكاديمية ليشق طريقه في التأليف، فنشر مقالتين باللغة التركية و ترجمت كتابين من التركية إلى العربية وهما قيد النشر.

ألف الفرحات كتابين في تعليم اللغة العربية بالإضافة إلى تحكيم لعديد المقالات التي ستنشر تحت إشرافه على عشرات رسائل الماجستير في سن مبكرة.

قبل أن ينتهي من الدكتوراه بدأ الفرحات العمل في جامعة تشانكرى، و مازال فيها إلى الآن، و بعدها قرر أن يكتب عن التغيير الديمغرافي و حول هذا الجهد إلى مشروع دراسة ماجستير في اختصاص جديد فسجل في قسم العلوم السياسية لينجح بتقدير عال مع توصية بطباعة الرسالة باللغتين التركية والعربية.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *