أخبار

روسيا تعقد اجتماعات مع كافة الأطراف السورية وتخوف في أوساط السلطة

عاد الإعلام الروسي مجددا لتسليط الضوء على السلطة الحاكمة في سوريا ووضعها تحت المجهر، وتحدث عن مخاوفها من الاجتماعات الأخيرة التي جمعت عدد من المسؤولين الروسي مع ممثلين من الطائفة العلوية، وجاء ذلك في وقت مدت فيه موسكو يدها لمعارضين سوريين.

وفي التفاصيل قال موقع “نيوز ري” الروسي في تقرير له، إن الاجتماعات الروسية الأخيرة بين مسؤولين روس وآخرين من الطائفة العلوية، ومنهم المحامي عيسى إبراهيم، أثارت مخاوف السلطة الحاكمة، ودفعتها لإرسال تهديدات إلى “إبراهيم” بالاغتيال.

وقال المحامي إن بعض الأطراف في دمشق، لم يسمها، أرسلت له تهديدات بالانتقام لتجاوزه “الخطوط الحمراء” من خلال اتصالاته واجتماعاته مع الروس، كما تشعر روسيا بالاستياء من الشعور داخل الطائفة العلوية، بأن روسيا تدافع عن عائلة بعينها (آل الأسد) وليس عن السوريين، طبقا لقوله.

 

وأشار الموقع إلى أن موقف موسكو من النظام الحاكم في سوريا في ظل الوضع الراهن يلفه الغموض، حيث أعلنت روسيا منذ فترة طويلة عن رغبتها في أن يتم الانتقال السياسي في البلاد لكن دون تقديم رؤية عن كيفية ذلك.

وتتخوف العائلة الحاكمة في سوريا، من فقدان مكانتها كممثل واحد للطائفة العلوية، والتي تحكمت بها خلال السنوات الفائتة، وسخرتها لحماية مصالحها، خاصة أن الاجتماعات الأخيرة تأتي مع الحليف العسكري والسياسي الأول للسلطة السورية، والتي عولت عليه خلال السنوات الفائتة وكان المنقذ لها.

وكان الاجتماع الذي جرى مؤخرا تم عقده في مقر البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة مصير سوريا في المرحلة القادمة.

 

وتعيش الطائفة العلوية وخاصة خلال الفترة الأخيرة حالة من الانقسام بين مؤيدين لآل الأسد ومعارضين لهم، خاصة بعد الخلاف بين رأس السلطة، بشار الأسد، وابن خاله، رامي مخلوف، حيث طفت ملفات الفساد على السطح.

في سياق متصل القى الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي في منطقة الشرق الأوسط والدول ونائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، الثلاثاء، القيادي في “جبهة التغيير والتحرير المعارضة” و”رئيس منصة موسكو”، قدري جميل.

 

وبحسب الخارجية الروسية فإن الطرفين ناقشا آخر التطورات في الملف السوري، والحل السياسي “في سياق محادثات أستانة” والقمة الثلاثية التي جرت بين زعماء روسيا وإيران وتركيا عبر الفيديو مطلع الشهر الجاري.

وجاء ذلك بعد  أسبوعين من زيارة بوغدانوف للعاصمة القطرية، ولقاء الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، معاذ الخطيب، حيث ناقشا آخر التطورات على الساحة السورية.

ونقلت “الشرق الأوسط” أن روسيا لم تبد حماسا (خلال اللقاء) للانتخابات الرئاسية في 2021 كما كان سابقا، لكن الروس يقولون إنهم لا يمنعون أي شخص من الترشح”.

 

وكانت روسيا وجهت دعوة إلى عقد  ما اسمته “مؤتمر الوحدة الوطني” من أجل صياغة “عقد اجتماعي جديد”، بحسب الشرق الأوسط، التي قالت  إن “البعثة الدبلوماسية الروسية إلى الأمم المتحدة في جنيف التقت شخصيات علوية في المهجر”، في 15 من حزيران الماضي، وبحسب وثيقة صاردة عن الاجتماع فإن روسيا ليست مشاركة في سوريا لدعم أفراد محددين، ومستعدة لتمكين السوريين من أجل الانخراط في محادثات سياسية لمناقشة مستقبلهم، بحسب ادعائها.

ومن خلال التطورات الأخيرة على الأرض واللقاءات الروسية مع معارضين وأشخاص من الطائفة العلوية يبدو أنها باتت تبحث عن مخرج للأزمة السورية وتسويتها.

 

وكانت  صحيفة “برافدا” الروسية فتحت النار على السلطة المهيمنة في سوريا، وانتقدت عجز بشار الأسد عن ضبط الأوضاع الاقتصادية، وشنت هجوما حادا على الدائرة الضيقة للعائلة الحاكمة وخاصة شقيق الأسد الأكبر، ماهر، وابن خاله رامي مخلوف.

قبلها بأيام  شنت وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية هجوما لاذعا على السلطة السورية ووصفت، بشار الأسد، بأنه ضعيف ولا يتحكم في الوضع في البلاد، وقالت إن المسؤولين السوريين يعيثون فسادا ويعقدون المشكلات الاقتصادية ويوظفون كل شيء لصالحهم، وعبر سلسلة تقارير نشرتها تباعا في أقل من ثلاث ساعات، تحدثت عن عدم قدرة الأسد على محاربة الفساد المستشري في إدارته واتهمت مسؤولي السلطة باستغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية.

 

في تطور لافت.. صحيفة روسية تفضح “عشيرة الأسد” وتكشف فساد السلطة

 

الجدير بالذكر أن روسيا أطلقت يدها في سوريا خلال الفترة الفائتة بشكل كبير، وفي تطور لافت جدا أصدر الرئيس الروسي فلاديمر بوتين قرارا بتعيين، ألكسندر يفيموف،، مبعوثا خاصا له في سوريا، ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره البعض أن الأمر بمثابة تعيين “مندوب سامي”.

وبتعيين ألكسندر ممثلاً خاصاً لرئيس الروسي بدلاً من منصب سفير فهذا يعني وفق القوانين المتبعة توسع  صلاحياته بشكل كبير ويستطيع التواصل مباشرة مع إدارة الرئيس الروسي في الحالات الخاصة، ويستطيع في سوريا التواصل مع القصر الجمهوري مباشرة وفرض الأوامر والقرارات على القصر، دون الرجوع إلى الخارجية السورية، وهذا الأمر يرفع صفته ويساعده في حل الكثير من الأمور واتخاذ القرارات في القضايا السورية الداخلية والخارجية.

 

ما صلاحيات “ألكسندر يفيموف” في سوريا.. ولماذا أطلق عليه السوريون “المندوب السامي”؟

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *